أسواق المال- صعود في كوريا واليابان واستقرار في أمريكا

أنهى مؤشر سوق الأوراق المالية الكوري الجنوبي "كوسبي" تعاملات الأمس على ارتفاع طفيف، مسجلاً 3140.51 نقطة، بزيادة قدرها 10.42 نقطة، أي ما يعادل 0.33 في المائة. في المقابل، صعد مؤشر كوريا الآلي لتحديد أسعار الأسهم "كوسداك" ليبلغ 1046.12 نقطة، مرتفعاً بمقدار 6.69 نقطة، أو بنسبة 0.64 في المائة عند الإغلاق.
وكشفت البيانات الصادرة يوم أمس عن ازدهار ملحوظ في معاملات الأسهم في كوريا الجنوبية خلال عام 2020، حيث قفزت بنسبة تتجاوز 70 في المائة، مدفوعةً بهوس استثماري واسع النطاق بين المستثمرين الأفراد. وبلغت قيمة تداول الأسهم في البلاد العام الماضي 35397.3 تريليون وون، وهو ما يعادل 30.2 تريليون دولار، مسجلةً ارتفاعاً قوياً بنسبة 70.5 في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه، وذلك وفقاً لبيانات صادرة عن خدمة الرقابة المالية. وتعد هذه النسبة قفزة نوعية مقارنة بمعدل النمو الذي تحقق في العام السابق، والذي لم يتجاوز 6 في المائة.
وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، بلغت قيمة معاملات الأسهم 19465.5 تريليون وون، وهو رقم يقترب بشدة من القيمة الإجمالية المسجلة في عام 2018 بأكمله. وبالنظر إلى هذا الزخم القوي، يتوقع المراقبون على نطاق واسع أن تتجاوز قيمة معاملات الأسهم لهذا العام إجمالي معاملات العام الماضي.
ويعزو المحللون هذا الارتفاع الملحوظ في تداول الأسهم إلى الإقبال المكثف من جانب المستثمرين الأفراد على شراء الأسهم المحلية، وذلك على الرغم من عمليات البيع الواسعة التي قام بها المستثمرون الأجانب والمؤسسات المحلية. بالإضافة إلى ذلك، كان للاهتمام الكبير الذي أبداه المستثمرون بأسهم الشركات الكبرى التي طرحت حديثاً في البورصة المحلية دوراً كبيراً في هذا الصعود، وفقاً لما ذكره مراقبو السوق.
وفي سياق متصل، شهدت شركات الأوراق المالية المحلية قفزة هائلة في إيراداتها من الرسوم، حيث تضاعفت مقارنة بالعام الماضي، وذلك بفضل النمو الهائل في حجم معاملات الأسهم. وارتفع إجمالي دخل الرسوم للشركات المحلية ليصل إلى 5.1 تريليون وون في عام 2020، مقارنة بـ 2.2 تريليون وون في العام الذي سبقه. وفي الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بلغ دخل الرسوم 1.7 تريليون وون، وذلك وفقاً للبيانات.
وفي الولايات المتحدة، استقرت الأسهم الأمريكية عند الفتح يوم أمس، حيث أثنى عدم اليقين بشأن زيادة ضرائب الشركات واجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب المستثمرين عن الإقبال على المخاطرة. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 13.46 نقطة، أي ما يعادل 0.04 في المائة، ليصل إلى 34737.86 نقطة. كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 4.01 نقطة، أو بنسبة 0.09 في المائة، ليصل إلى 4469.74 نقطة، في حين انخفض مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 18.57 نقطة، أو بنسبة 0.12 في المائة، ليصل إلى 15163.36 نقطة.
وكان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد أغلق على انخفاض طفيف يوم أمس الأول، ليقلص خسائره في أواخر الجلسة، بعد أن أكدت بيانات قوية على نحو غير متوقع لمبيعات التجزئة متانة تعافي الاقتصاد الأمريكي. وظلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة طوال معظم جلسة يوم أمس الأول منخفضة، حيث أدى ارتفاع عوائد أدوات الخزانة الأمريكية إلى فرض ضغوط على أسهم التكنولوجيا التي تقود السوق، فيما ضغط صعود الدولار على شركات التصدير.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم أمس، محققة مكاسب أسبوعية، إذ عززت الأنباء عن تفكير بريطانيا في تخفيف قيود السفر أسهم شركات الطيران والمجموعات الفندقية، كما دعم انتعاش أسهم السلع الفاخرة المؤشرات الرئيسية. وخلال التعاملات يوم أمس، زاد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.7 في المائة، متجهاً نحو تحقيق ارتفاع أسبوعي بنسبة 0.6 في المائة، بعد أن أثرت المخاوف بشأن النمو العالمي في الأسواق في وقت سابق من الأسبوع.
وصعد مؤشر قطاع السفر والترفيه الأوروبي بنسبة 1 في المائة، بعد أن أغلق على ارتفاع بنسبة 3.4 في المائة يوم أمس الأول، مسجلاً واحداً من أفضل المكاسب اليومية هذا العام. وارتفعت أسهم شركات "ويز إير" و"آي.إيه.جي" المملوكة للخطوط الجوية البريطانية و"إنتركونتيننتال للفنادق" بنسب تراوحت بين 1.2 و4.0 في المائة، وذلك بعد أن بحثت بريطانيا تخفيف قيود السفر الدولي الخاصة بكوفيد - 19.
وكانت أسهم قطاعي التجزئة والبنوك من بين أكبر الرابحين، حيث ارتفع كل منهما بأكثر من 1 في المائة. وصعد سهم "كوميرتسبنك" الألماني بنسبة 3.9 في المائة، بعد تقرير لصحيفة "هاندلسبلات" ذكر أن شركة "سيربيروس" الأمريكية للاستثمارات تبحث الاستحواذ على 15.6 في المائة من البنك بعد الانتخابات الاتحادية.
وفي آسيا، أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع يوم أمس، لتسجل مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، إذ قفزت أسهم شركات الرقائق ذات الثقل وأسهم بعض المستثمرين في تحقيق المكاسب الأخيرة. وتضافرت الآمال في قيادة سياسية جديدة وزيادة التطعيمات الواقية من كوفيد - 19 وتراجع الإصابات، لتدفع مؤشر "نيكاي" إلى الارتفاع بنسبة 8.58 في المائة في المتوسط هذا الشهر. وعلى الرغم من انخفاضه في الجلستين السابقتين، أنهى المؤشر الأسبوع مرتفعاً بنسبة 0.39 في المائة، مسجلاً مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي.
وارتفع مؤشر "نيكاي" بنسبة 0.58 في المائة، ليغلق عند 30500.05 نقطة، بينما زاد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً بنسبة 0.48 في المائة، ليصل إلى 2100.17 نقطة. وقال جون موريتا، المدير العام لقسم الأبحاث لدى "تشيباجين" لإدارة الأصول: "ارتفعت الأسهم لأن بعض المستثمرين أرادوا زيادة أوزان الأسهم اليابانية في محافظهم. وهناك طلب من أولئك الذين لم يشتروا الأسهم اليابانية خلال ارتفاعها هذا الشهر".
وقاد سهم "إم 3" للخدمات الطبية مكاسب مؤشر "نيكاي"، مرتفعاً بنسبة 4.91 في المائة، تلته الأسهم المرتبطة بالرقائق، حيث زاد سهم "طوكيو إلكترون" بنسبة 1.24 في المائة، وسهم "أدفانتست" بنسبة 2.44 في المائة على التوالي. وكانت شركات الشحن أكبر الرابحين في المؤشر الفرعي للصناعة في بورصة طوكيو، إذ قفز سهم "نيبون يوسين" بنسبة 2.88 في المائة، وارتفع سهم "كاواساكي كيسن" بنسبة 4.24 في المائة. وزادت أسهم شركات الطيران والسكك الحديدية أيضاً بنسبة 1.67 في المائة و1.16 في المائة على التوالي.
وعلى الجانب الآخر، تراجع سهم "نيبون ستيل" بنسبة 5.96 في المائة، بعد أن قامت الشركة المصنعة للصلب بتسعير سندات قابلة للتحويل بقيمة 300 مليار ين، أي ما يعادل 2.73 مليار دولار.
وفي العالم العربي، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة طفيفة بلغت 0.01 في المائة، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 2076.7 نقطة. وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمان خلال الأسبوع الماضي نحو 5.2 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 6.8 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 22.8 في المائة. في المقابل، بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 26.2 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 33.9 مليون دينار للأسبوع السابق.
أما عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع الماضي، فقد بلغ 22.5 مليون سهم، تم تنفيذها من خلال 14687 صفقة.